اضطراب تعدد الشخصيات، المعروف علميًا بـاضطراب الهوية التفارقي، يظل أحد أكثر الظواهر النفسية إثارة للجدل وغموضًا. بين الأساطير الشائعة والحقائق العلمية، نغوص في أعماق هذا الاضطراب المحير الذي حير العلماء لعقود.
هو اضطراب نفسي خطير يتميز بوجود هويّتين أو أكثر منفصلتين داخل شخص واحد، مع عدم قدرة على تذكر المعلومات الشخصية المهمة بما يتجاوز النسيان العادي. هذه الهويات تتبادل السيطرة على سلوك الشخص، مصحوبة بفجوات في الذاكرة.
يعتقد الخبراء أن هذا الاضطراب ينشأ كـآلية دفاع ضد الصدمات الشديدة في الطفولة، خاصة العنف الجسدي أو الجنسي المتكرر. الدماغ ينفصل عن الذكريات المؤلمة بإنشاء هويات بديلة لتحمل الألم بدلاً من الهوية الأساسية.
اضطراب تعدد الشخصيات ليس خيالاً سينمائيًا كما تظهره الأفلام، بل هو تعبير مؤلم عن معاناة حقيقية. التشخيص الدقيق والعلاج المتخصص ضروريان لمساعدة المصابين على استعادة حياتهم.
العلاج يشمل عادة العلاج النفسي المكثف لدمج الهويات، والعلاج الدوائي للأعراض المصاحبة مثل الاكتئاب والقلق. العملية طويلة وقد تستغرق سنوات، ولكن مع العلاج المناسب، يمكن للمصابين تحقيق استقرار نفسي وحياة وظيفية.
التعليقات
لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!
اترك تعليقاً